روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | الشــبح قــادم!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > الشــبح قــادم!


  الشــبح قــادم!
     عدد مرات المشاهدة: 3202        عدد مرات الإرسال: 0

أصدر أبو أحمد أمرا عسكريا بمنع الزيارات والخروج من البيت... والإعتكاف على الدروس ومراجعتها جيدا..

أما أم طارق فقد قامت بفصل التيار الكهربائي عن التلفاز والحاسب الآلي والبلاي ستيشن، لكي لا ينشغل أبناؤها بشيء آخر سوى المذاكرة.. سعيا منها وراء حصولهم على تقديرات مرتفعة..

وغيرهم من يستبعد جميع وسائل الترفيه والتسلية من الألعاب والدراجات، ويغلق المسبح إلى أجل معلوم..

إنه شبح الامتحانات قادم...الكل متخوف ومتأهب لإستقباله.. الكل بدأ يستعد بكل ما أوتي من قوة للقاء هذا الضيف الذي يراه البعض ثقيلا على القلب.. لدرجة أنهم يعدون الأيام والساعات لتوديعه والظفر بنتيجة مرضية سارة.

هذا وضع كثير من الأسر عندما تقبل الإمتحانات.. أيام عصيبة تمر عليهم جد وإجتهاد ومرابطة في البيت ومنع اللعب والتسلية..أما غيرها من أيام السنة فكل شيء مسموح بلا حدود..ظنا منهم أن النجاح والتفوق يمكن إدراكه في الضغط على النفس والذهن وحشوه بالمعلومات في وقت قصير..ولكن طوبا لمن إستعد لذلك من بداية الفصل ووزع جهده ووقته للقاء هذا الضيف بدون تأزمات نفسية مقلقة له ولمن حوله.

لا ننكر أبدا أن الإمتحانات هي الأداة التي تقيس مدى تفوق الطالب أو ضعفه، وقد تعد من أهم المواقف التي يمر بها الطالب خلال المرحلة الدراسية، وغالبا ما يتخوف الطلاب من هذه المرحلة التي تحتاج إلى مزيد من التركيز وبذل المجهود.. وبالتالي ينبغي التركيز عليها ومنحها نصيبا من الوقت والإستذكار ليس بالقليل، ولكن مسألة الإعتكاف الدائم على الدروس ومنع الهاتف والخروج وغيرها أمر مبالغ فيه.. بل قد يزيد من توتر الأعصاب، وإرهاق النفس وتكليفها فوق طاقتها الأمر الذي قد يأتي بنتائج عكسية أحيانا..

والأسرة لها دور كبير في تهيئة أبنائها وإستعداداهم لهذه المرحلة.. فعليهم ألا يهدروا الوقت طوال العام ثم إذا جاءت الإمتحانات إنتبهوا وشدوا على أبنائهم في المراجعة واللجوء إلى الدروس الخصوصية التي قد تعوض ما تم إهماله وشرح الدروس من جديد وحل المسائل، وكأن العام الدراسي يمكن إستيعابه في أسبوعين..فيكون هنا القلق والتوتر، وما يصاحبه من ضغط نفسي على الأبناء.

للحصول على نتائج مرضية للآباء والأبناء ولإستبعاد المرور بهذه الضغوطات النفسية يكمن دور الآباء في متابعة أبنائهم طوال العام الدراسي والتواصل والسؤال عن الأبناء في المدرسة وحثهم على متابعة دروسهم أولا بأول ومساعدتهم فيما تعذر فهمه ولكن ليس إلى درجة الاعتماد.

أما في أيام الامتحانات.. فينبغي على الأهل توفير المناخ الملائم لهم خلال هذه الفترة..ويتم ذلك في الإهتمام بتجهيز مكان مناسب للإستذكار تتوفر فيه الأجواء الصحية بعيدا عن الضوضاء وأجهزة التسلية وإبعادهم عن المشروبات المنبهة والإستعاضة عنها بما هو مفيد كالعصائر والألبان والتمر والفواكه، ومحاولة تجنيبهم السهر الذي يفقدهم التركيز ويجلب لهم النعاس داخل قاعة الامتحان..

والترويح عن النفس مهم جدا للخروج من الضغوط والعودة لمتابعة الدروس بهمة ونشاط.. فلابد من إعطاءهم أوقات للراحة وممارسة الأنشطة التي يحبونها بحدود وعدم إسراف.. ولا مانع أيضا بالقيام ببعض الزيارات الخفيفة في نهاية الأسبوع للترويح وتجديد الطاقة.

والمعلم أيضا له دور مكمل لدور الأسرة، ويتمثل في متابعة طلابه أولا بأول وشرح الدروس بإخلاص وترك المجال أمام الطلاب للسؤال والإستفسار وإعادة شرح ما لم يتم فهمه، وتخصيص أوقات للمراجعة وحل التمارين مع ضرورة تشجيع الطلاب على التنافس الشريف فيما بينهم ومكافأة المتفوقين منهم مما يزيد من تحفيز الطلبة على المذاكرة وتحقيق أعلى الدرجات.

أما طلابنا وطالباتنا في هذه المرحلة من السنة الدراسية، فكثير منهم يشكون مايعيق قدرتهم على الإستذكار والمراجعة من ملل ونسيان ورغبة في النوم وصعوبة في الحفظ.. وغير ذلك كثير مما يعبر عن رغبتهم في الهروب من المذاكرة.. وبناء على ذلك فإن هناك أمورا قد تساعد الطلبة في الإستذكار الجيد والحصول على نتائج مرضية.. منها:

= التوكل على الله سبحانه والإعتماد عليه والمحافظة على السنن والرواتب وقراءة بعض السور القصيرة والأدعية المأثورة لما لذلك من آثار إيجابية في تهيئة الحالة النفسية للطالب.

= إستذكار الدروس بإنتظام منذ بداية العام الدراسي.

= تجنب إستخدام المنبهات التي تقلل من التركيز وتساعد على السهر وأخذ قسط كافي من النوم ليلا.

= الإهتمام بالتغذية السليمة وتناول الإفطار قبل الذهاب للإمتحان وإستذكار الدروس في مكان مناسب بعيدا عن المغريات والمسليات.

= أخذ قسط من الراحة لمدة قصيرة بين أوقات الإستذكار وممارسة بعض الأنشطة الرياضية لما لها دور من تخفيف حدة التوتر والقلق.

= تقسيم المادة العلمية إلى أجزاء عدة، وتخصيص وقت لكل جزء والإلتزام به.

= الإستفادة من نماذج أسئلة لأعوام سابقة.

ومن النصائح التي تقدم للطلاب عند إستلام ورقة الأسئلة أن يكون الطالب هادئا واثقا من نفسه.. وأن يسمي الله ويدعو ببعض الأدعية المأثورة.. ثم يبدأ بقراءة الأسئلة بهدوء وطمأنينة، ومن الأفضل أن يبدأ بالإجابة على الأسئلة السهلة ثم الأكثر صعوبة، وأن لا يستعجل الطالب بالخروج قبل إنتهاء المدة حتى لو تمت الإجابة على جميع الأسئلة وإنما يسترجع إجاباته جميعا ويتأكد من وضوح الخط وحسن ترتيب الورقة.

وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يوفق طلابنا وطالباتنا لما يحبه ويرضاه

الكاتب: سمية السحيباني.

المصدر: موقع رسالة المرأة.